الـStealth او اسلوب اللعب المعتمد علي التخفي ظهر في الثمنينات في بداية الامر في العاب مثل Beyond Castle of Wolfenstein و الاجزاء الاولي من لعبة Metal Gear التي صدرت علي منصة الـMSX.
لكن في فترة التسعينات تطورت الالعاب بشكل كبير خصوصا في الرسوميات و ساهم هذا التطور بشكل كبير في ظهور الالعاب بشكل سينمائي و تطور و تعقدت اساليب اللعب. في سنة 1998 بالتحديد ظهرت لعبتان ساهمت في تطور العاب التخفي و التسلل سواء كانت الالعاب من منظور الشخص الاول او الثالث. و اللعبتان هم Metal Gear solid و Thief Dark Project.
و Thief التي سنتحدث عن اخر اجزائها اليوم, اخر اجزاء اللعبة كان يدعي Thief Deadly Shadows و من 2004 حتي 2013 لم تصدر اي اجزاء للعبة حتي قررت Square Enix و Eidos Montreal ان يتم اعادة انتاج اللعبة من جديد.
ستتعرفوا معي علي ما قدمته Thief . و هل يمكن ان تحيي السلسلة من جديد ام لا.
القصة:
قصة اللعبة تجعلنا نري مجددا بطل الاجزاء القديمة Garret اللص المحترف الذي يجد نفسه في مدينة تتعرض لوباء و بشكل عام مدينة في حالة من البؤس و الفساد السياسي الذي يؤدي لقيام ثورة تليها حرب اهلية.
في وسط كل تلك الاحداث بطل اللعبة يجد نفسه قد تعرض لفقدان ذاكرة في الماضي بعد اغمائة استمرت لعام. و يحاول Garret ان يتعرف علي الاسباب التي ادت لذلك الحادث بالاضافة الي مصير Erin التي كانت معه اثناء ذلك الحادث.
الشكل العام للقصة المكون من شخص فاقد للذاكرة يجد نفسه وسط مدينة تتعرض لوباء و قيام حرب اهلية و يحاول ان يتعرف علي ما حدث له في الماضي و كل ذلك مع احداث بها بعض الظواهر الخارقة للطبيعة.
ذلك الشكل العام للقصة من المفترض ان يجعلك مشدود اكثر للاحداث و مهتم بما هو معروض امامك و يجعلك تريد التعرف علي ما سوف يحدث في النهاية.
للاسف القصة عانت من عيوب كثيرة كانت اهمها النهاية و ما يحدث قبلها بنصف ساعة لا تعتبر نتيجة مرضية يصل اليها اللاعب بعد 15 الي 20 ساعة لعب.
و النهاية غير مفهومة و تعاني من النقص. و تجعلك تشعر انك قمت بتفويت جزء معين من مشهد النهاية. للاسف النهاية لا توصل اللاعب لنتيجة متبعة في معظم الالعاب هذه الفترة و هي وجود جزء جديد.
بعيدا عن نهاية اللعبة توظيف ادوار الشخصيات الجانبية لم تكن بالشكل المطلوب تماما لدرجة ان بعد ساعة يمكن ان تنسي وجود تلك الشخصيات و التركيز كان بشكل اكبر علي Garret و Erin. و اكثر شخصية من وجهه نظر عانت من تلك المشكلة هي العدو الرئيسي لك في اللعبة.
اسلوب اللعب:
بدايا اسلوب اللعب احتوي علي ميزة تتواجد عند بداية اللعب و هي امكانية تخصيص و تعديل الصعوب بشكل يناسبك.
هناك الكثير من الاختيارات المتاحة امامك من اول ان تقوم باغلاق حفظ ما وصلت له اثناء اللعبة و جعله بين كل فصل وفصل او يمكنك انت تضيف مستوي صعوبة تعجيزي يجعلك عند الموت مجبر علي اعادة اللعبة كلها من الاول.
اللعبة بشكل عام توفر لك مجموعة ادوات و قدرات اهمها القوس و السهم و الذي يعتبر سلاحك و اداتك الاساسية في اللعبة.
عن طريق المتجر المتوفر امامك في اللعبة يمكنك شراء انواع مختلفة و متنوعة من الاسهم التي تتنوع من ناحية الضرر الذي تسببه او اسهم تسبب الدوار او اسهم منفجرة او اسهم تحمل خزان مياه من اجل اطفاء اي نيران تستخدم كمصدر اضائة.
و هناك الكثير من الاختيارات التي بشكل عام موجه لاسلوب اللعب العنيف او الذي سيكون فيه احتكاك ضد اعدائك.
هناك ايضا مساحة لتطوير الادوات التي معك مثل تطوير القوس او رفع جودة و اداء ادوات فتح الاقفال التي تتواجد معك.و العملة التي تقوم باستخدامها من اجل شراء هذه الادوات و تطويرها يتم جمعها عن طريق سرقة المتعلقات المصنوعة من الذهب او الفضة و عند اخذها تتحول الي العملة المستخدمة في الحال.
هناك امكانية لتطوير القدرات الخاصة بك و ذلك يكون تحت ما يدعي Focus upgrades, و التي يمكن من خلالها رفع مستوي السرعة علي سبيل المثال بالاضافة لاختيارات اخري.
لكن هذه التعديلات تاتي مع قدرة قد تتسبب في تسهيل اللعبة و هي الـFocus Mood, و التي تجعلك تري بشكل اكبر كل ما هو محيط بالبيئة من حولك. و يمكن من خلال خيارات تخصيص الصعوبة ان تغلقها بشكل كامل لكن لن تحصل علي امكانية تطوير القدرات الخاصة بك.
اللعبة بشكل عام اعتمدت علي تقديم اسلوب لعبة مرتبط بشكل اساسي بتصميم الاماكن من حولك. و اللعبة جعلتك تعتمد ايضا اكثر علي حركتك من خلال هذه الاماكن و استكشافها اكثر بكثير من ان تقوم بعملية موازنة بين الادوات و الاسلحة و التصميم الخاص بالاماكن.
هناك ادوات تستفيد منها اثناء التنقل في الامكان من حولك مثل الاسهم المائية او الاسهم الملحقة بالحبال من اجل تسلق بعض الاماكن, لكن بشكل اكبر ستقوم بالتنقل من مكان لاخر في وسط الظلام و يجب عليك عدم الظهور امام الاعين و عليك تشتيت انتباه الحراس بقدر الامكان.
الاحساس الذي تعمل اللعبة علي توصيله اليك انك لص محترف بالفعل و يظهر ذلك خلال الكثير من اساليب الحركة و التفاعل مع البيئة من حولك و التي يبدوا بها الكثير من الاهتمام بالتفاصيل.
خاصة الشكل الذي تظهر به اهم واكثر حركة ستقوم باستخدامها طوال اللعبة و التي تدعي Swoop و التي ستجعلك تتنقل من مكان للاخر بشكل سريع جدا.
و الاحساس الخاص باللص المحترف يستمر مع بعض النشاطات التي تقوم بها مثل فتح الاقفال و الخزائن بشكل نوعا ما جديد و الكثير.
عند الحديث عن اساس اللعبة في استكشاف البيئة المحيطة بك للاسف سنجد اهم و اخطر عيوب اللعبة , و هو عدم التناسق و التوازن بين جودة الافكار المقدمة.
اللعبة في معظم المهام المقدمة تضعك امام هدف من المفترض الوصول اليه و من خلال تصميم الاماكن ستجد اكثر من طريق يمكنك من خلالهم الوصول لهذا الهدف.
كثير الاماكن التي ستمر بينها ستجد انها لا تقدم اي فرق عن الطرق الاخري. الطريق أ او الطريق ب سيقدمان نفس المواقف, الاختلاف قد يكون في مقدار الاموال التي قد تحصل عليها.
الاماكن بالطرق الاساسية و الفرعية التي تضعها امامك تعطيك احساس ان اللعبة ليست خطية و تعطيك حرية اختيار الطريق الذي تريد ان تسلكه , لكن كما قلت الطريق أ سيؤدي بك الي نفس نتيجة اختيار الطريق ب.
للاسف تلك المشكلة تظهر بشكل كبير في اللعبة و تعطيك احساس ان مملة و بها الكثير من التكرار.
و لكن علي العكس نجد ان في بعض الاحيان تصميم الاماكن يعطيني مفاجأة و يجعلني اتسأل لماذا لم اسلك هذا المكان ؟؟ او لماذا لم اري هذا المكان منذ البداية.
علي سبيل المثال هناك مهمة ينبغي علي ان ادخل قصر , حتي ادخله من الباب الرئيسي و اواجه بعض العقبات داخل القصر من اجل الوصول للهدف سيضيع من وقتي ساعة او اربعون دقيقة.
لكن يمكنني الدخول من مخبئ سري يجعل الساعة او الاربعون دقيقة يختصروا الي عشرون دقيقة و ذلك يوفر علي الكثير من التعب و المواجهات و يعطي تأثير كبير علي اسلوب اللعبة و يعطيك احساس اللص المحترف بالفعل.
و هناك ايضا بعض الاشياء التي يمكن ان تتفاعل معها في البيئة المحيطة بك من اجل الوصول لبعض الاماكن بشكل اسهل.
و لكن هناك بعض العيوب في تصميم الاماكن يجعلك تتسال بشكل كبير عنها مثل بعض الاماكن التي لا يمكن القفز من اعلاها و تجعلك تمشي في مسار محدد. او بعض الاماكن الاخري التي يمكن القفز من عليها و لكنها للاسف مرتفعة بشكل كبير يجعلك عند القفز تتعرض لضرر كبير.
و سؤال اخر لماذا هناك تكرار لموقف واحد خطي بجميع الحركات التي به من اول اللعبة الي اخرها , و الموقف عبارة عن عبورك من داخل مكان ضيق و قيامك ببعض الـQuick Time Events.
بالاضافة للكثير و الكثير من شاشات التحميل بين كل منطقة و الاخري.
تصميم الاماكن الغريب هذا جعلني اشعر ان اللعبة ليس بها اي توازن بين كل محتوياتها بشكل مناسب , عدم التوازن ظهر بشكل ملحوظ في الادوات التي تتواجد معك و الموجهه بشكل كبير لاسلوب اللعب العنيف.
و الذكاء الاصطناعي في اللعبة كان غريب جدا و غير ثابت علي اي مستوي . في مواقف تجد انهم يستمعون لادق صوت و ينتبهون لتفاصيل كثيرة مثل الابواب المفتوحة, و في بعض الاحيان يكون الامر ملئ بالغباء و عدم الالتفات لبعض تحركاتك و عدم رؤيتك في الاماكن المكشوفة او عدم الاستماع لبعض الاشياء التي قد تقوم برميها.
الرسوميات:
التصميم الفني للعبة في اللعبة لفت انتباهي بشكل كبير خاصة في المدينة الاشبه بلندن في العصر الفيكتوري , و الاتجاه الفني للمباني و القصور في اللعبة المائل للفن القوطي.
الجو العام للمدينة في اللعبة ممتاز بسبب دمج مصادر اضائة مختلفة سواء طبيعية ام صناعية مع وجود ضباب في الاجواء اعطي احساس ان المدينة مثل مستنقع كئيب و بارد و مسكون.
الرسوميات و خاصة علي الحاسب الشخصي احتوت علي تفاصيل كثيرة جدا في البيئات من حولك جعلتها تحتاج الي كروت رسوميات عالية الاداء من اجل تشغيل اللعبة علي اعلي اعدادات.
اللعبة علي البلاي ستيشن 4 تعمل بنفس الاعدادات القصوي الخاصة بالحاسب الشخصي و لكنها تعمل علي 30 اطار في الثانية.
الرسوميات ايضا عانت من بعض المشاكل في اهمال بعض التفاصيل في منظر المياة الذي يبدوا انه يعمل علي معدل اطارات غريب و علي عكس معدل الاطارات الذي تعمل به اللعبة بشكل عام.
تصميم وجوه الشخصيات من ناحية التفاصيل جيد و لكن في معظم الاحيان حركة الوجوه كانت مملة و شبه ميتة.
و اللعبة عانت في بعض المواقف من تقطع غريب و هبوط مفاجئ في معدل الاطارات بشكل مزعج
الاصوات:
التمثيل و الاداء الصوتي في اللعبة كان مقبول ليس التمثيل الصوتي الممتاز الذي يجعلك تتذكر جمل معينة قالتها الشخصيات.
لكن كان هناك بعض المشاكل في توازن و توزيع الاصوات. بمعني انك يمكنك اثناء الاستماع لشخص معين اثناء كلامه ستجد صوت شخص اخر بنفس المستوي ظهر و سيتسبب ذلك في تشتتك اثناء مشاهدة المقطع السينمائي.
او من الممكن اثناء مرورك بمجموعة من الشخصيات من المفترض انهم يصيحون و اصواتهم عالية, ستجد ان اصواتها تظهر علي نقطة معينة تقترب منها و تختفي عند الابتعاد عن تلك النقطة.
لكن كان هناك في الاصوات المحيطة بك في فصل انقلبت اللعبة فيه الي لعبة رعب و التصميم الصوتي في هذا الفصل كان جيد جدا
الحكم النهائي:
Thief لعبة كانت في منتهي الغرابة تركت بداخلي اكثر من انطباع. شعرت في البداية انها لعبة ممتازة ثم يحدث موقف يجعلني اشعر انها لعبة سيئة و بعد ذلك اشعر انهم متواضعة و هكذا!!!
Eidos Montreal لم يستطيعوا ان يوازنوا و ان يمسكوا العصي من النصف تماما.
علي قدر ما كان هناك افكار ظريفة انما كان هناك الكثير من المشاكل التي بدأت بالقصة السيئة و نهايتها الغير مرضية.
اللعبة قدمت تركيز علي تفاصيل جيدة في العالم من حولك و تفاصيل اخري عانت من بعض الاهمال.
اللعبة جيدة نوعا ما و متواضعة المستوي لمحبي العاب التسلل و التخفي. و لكن لعشاق الاجزاء القديمة هذا الجزء لن يعيد السلسلة لكونها واحدة من افضل العاب التخفي مرة اخري.
